منتدى بست نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بست نت

منتدى شامل وكامل مناسب لجميع الاعمار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصلوي
×÷°¯`·)» (عضو نشيط) «(·°¯`÷×
×÷°¯`·)» (عضو نشيط) «(·°¯`÷×
محمد الصلوي


مدير عام
 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى  الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : غير معروف
هوايتي : رياضة
الجـنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 60
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 108
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
العمر : 39
MMS ~ : 1

 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Empty
مُساهمةموضوع: الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس    الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس I_icon_minitime2010-09-24, 03:48


في نقش مضمخ بعبق الفن وعبيرالشعر- إن لم يكن هو الشعر ذاته - كنقش القصيدةالحميرية "ترنيمة الشمس" لا يعدم الباحث أن يجد فيه ما يروي تطلعه ويرضيطموحه، فنصوص مثل هكذا نص عادة ما تكتنز جملة من المعاني الغائرةوالدلالات المتوارية خلف حشد الكلمات والصور اللفظية المجسدة لحضورهاالمكاني، وذلك مما يكسبها خصوبة دائمة وثراء متجدداً يجعلها مرتعاً خصباًوميداناً مفتوحاً للبحث والدراسة والقراءات المتعددة والمتباينة رؤيةومنهجا. غير أن هذا النوع من النصوص النقشية لا يستسلم بسهولة ، ولا يسلمقياده من أول وهلة ، ولا يمنح الإنسان من تلك المعاني والدلالات إلا بقدرما يمنحه من الجهد والنصب، ذلك ما تأكد لي وأنا أعيش تجربة تحليل نقشالقصيدة الحميرية " ترنيمة الشمس " لمكتشفه الدكتور يوسف محمد عبد الله.



والنقش كما يبدو نص أدبي بامتياز - سواء أكان شعرا كما يطمح لذلك العالمانالجليلان د. يوسف محمد عبد الله ، ود. إبراهيم محمد الصلوي ، أم كانابتهالا دينياً كما تنبئ بذلك بنيته النصية ، فقد توفر له من جماليات الفنوإيقاع المعمار ما يسلكه في حقل الأدب ، الأدب بمعناه البسيط الذي يستهدفالنفس قصد إمتاعها والتأثير فيها جماليا.. يعود اكتشاف النقش إلى العام1973 عندما قام أستاذ الساميات بجامعة صنعاء الدكتور يوسف محمد عبداللهبزيارة بحثية برفقة بعثة أثرية يمنية إلى وادي قانية في مديرية السواديةبمحافظة البيضاء حيث تم العثور على النص منقوشا على صخرة عالية يطلق عليهاضاحة الجذمة ، ولأن النقش غريب في مبناه ومعناه ، فألفاظه وطريقة كتابتهلم تكن مألوفة للمكتشف ولم يجد لها مماثلا في اللغات اليمنية القديمة،ولذا لم يكن من السهل نشره وتقديمه للقارئ فور العثور عليه ، بل ظل قيدالدراسة والتحليل وإعادة النظر والعرض على المختصين لمدة تزيد عن عشرسنوات ولم يكتب له النشر إلا في 1988وهذا التاريخ الطويل من المعاناة فيتحقيق النص وتمحيص ألفاظه ومعانيه قد أنضجه وأخرجه في الصورة المثلى التييستحقها.. ولتاريخ النقش وملابسات اكتشافه قصة رائعة سجلها ببراعة الدكتوريوسف محمد عبدالله ونشرها عام 1988 في العدد الخامس من مجلة ريدان بعنوان:"نقش القصيدة الحميرية أو ترنيمة الشمس(صورة من الأدب اليمني ) إلى جانبدراسة مستفيضة وشارحة للجانب اللغوي في النقش ، وستركز دراستنا على مقاربةالجانب الحضاري والتاريخي الذي يشي به النقش وذلك بالحفر على الدلالاتوالأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية في النص باعتبارها أهم الأبعادالتي يمكن من خلالها الكشف عن الوجه الحضاري لأية أمة من الأمم.

البعد الديني :

قدمت النقوش المسندية التي عثر عليها في مناطق شتى من اليمن صورة شبهمتكاملة عن ديانات اليمنيين ومعبوداتهم في عصور ما قبل الإسلام، وكشفتالنقوش عن أن معبودات اليمنيين كانت ذات طبيعة شمسية ، فأسماء كاسم الشمس،وربع ، وسحر توضح ذلك تماماً، وكانت كل مملكة يمنية قديمة تمجد إلههاالخاص بأسرتها الملكية ، فمملكة سبأ كانت تمجد "إلمقة " ، وفي معين كما هوالأمر في أوسان كان الإله "ود" - الذي يعني الحب- هو المعبود، وفي حضرموتكان إله المملكة هو "سيان أو سين" الذي كان نعته "ذي أليم" وفي قتبان كانالإله "عم" هو الممجد . وقد أشار القرآن الكريم إلى أن الشمس كانت معبودةاليمنيين خلال الحقبة السبئية، وهي فضلا عن ذلك ربة الاتحاد الحميري وكانتكل الأسماء المؤنثة في النقوش المسندية صفات للشمس . فهي عند المعينين"نكرح" ، وعند السبئيين "ذات حميم" و"ذات بعدن" و"ذات غضرن"و"ذات برن"وعند القتبانيين "ذات صخرن" و"ذات رحبن" واليمنيون القدماء في عبادتهمللشمس ليسوا بدعا من الأمم الأخرى، فقد عبدها السومريون تحت اسم " أوتوutu " وعبدها البابليون تحت اسم "شمش shamash "واعتبروها إله العدالة الذيأوحى لحمورابي بشريعته الشهيرة ، و"شبش" هي إله الشمس عند الكنعانيين، وهيأنثى على عكس شمش البابلي و"أوتو" السومري، أما الأشوريون فقد عبدوها تحتمسمى "شمش" أيضا وكذا "باعل" أعظم الآلهة ، وعبدها الفينيقيون تحت مسمياتعدة منها "شفش" ، وبنى الكلدانيون لها معابد عدة ، وألهها قدماء المصريينوعبدوها تحت مسمى "رع" كما ورد لها في الديانة المصرية كذلك اسمان ، "آتوم"وآتون"، وزاوج قدماء اليونان - في عبادتهم لها - بينها وبين "ابوللو" حتىعدت الشمس وابوللو وجهان لعملة واحدة ، وأطلقوا عليها اسم "هيليوس"ولميستطع المجتمع الروماني كمجتمع زراعي رعوي الاستغناء عن عبادتها، وكان"جوبتير" هو الإله الذي يمنح المطر وضوء الشمس، بل كانت لهم عبادة شمسيةإلهها الشمس وأطلقوا عليها "ايلاجابال" وسموا مدينة بعلبك بـ"هليوبوليس"أي مدينة الشمس وكان الإله "بعل" الذي عرف داخل شبه الجزيرة العربية ، هوإله الشمس ، وقد عبدته قبائل عربية متعددة وتسمت به "كعبد شمس ، وامرئالشمس ، وعبد المحرق" وتشخصت الشمس بصنم وبنوا لها الهياكل، كما كانتعبادة الشمس سائدة عند الأنباط وأطلقوا عليها "أوروتال" وهي لفظة مركبة فياللغات الآرامية من كلمتي "نور" و"علا" أي النور المتعالي ، وأرادوا بهالشمس، هذا بالإضافة إلى أن الصنم "ذي الشرى" كان اسمه يعني الإله المنير، وقد ذكر ياقوت الحموي أن شمساً صنم كان لبني تميم وله بيت ، وكانت تعبدهبنو أد كلها ، وضبه وتيم ، وعدي ، وثور، وعكل ، وكان أيضا لقوم من بنيعذرة صنم يقال له شمس ويذكر بعض الباحثين "أن العرب كانوا يصلون للشمس"ثلاثاً" إذا طلعت سجدوا كلهم لها ، وكذلك إذا غربت، وإذا توسطت الفلك"ولذا نهاهم القرآن عن هذه الوضعية زد على ذلك أن التقويم العربي كانتقويما شمسيا وأشهره مشتقة من الطبيعة فهي تتعلق بالحر والبرد والنموفاليمنيون - إذن - لم يكونون بدعا من الأمم الأخرى في عبادتهم للشمس ؛ولذلك لا غرو أنهم كانوا يبتهلون لها ويضرعون إليها كلما حزب بهم الأمر أوضاقت بهم السبل، فهي بلاشك مصدر كثير من النعم بالنسبة لهم . وكان رمزهافي عبادتهم قرص الشمس أو دائرة أو كتلة ويرمز لها بالنسر لسيادته وهيمنته، أما أهم معبد للإله "الشمس" فهو معبد "المعسال" الواقع في خرائب مدينةوعلان القديمة شرق ظفار بين رداع والبيضاء على بعد 150كم إلى الجنوبالشرقي من صنعاء

وسنجد في أنشودة "ترنيمة الشمس" التي نحن بصددها مدى إيمان اليمني القديموإخلاصه للشمس ومدى ماكانت تحظى به من التقديس والإجلال . فالقصيدة منذالمطلع تبين عمق العلاقة وشدة الارتباط بـ" الشمس"

نشترن/ خير/ كمهذ/ هقحك

بصيد/ خنون/ مأت/ نسحك

المعنى:

نستجير بك يا خير فكل ما يحدث هو مما صنعت

بموسم صيد خنوان مائة أضحية سَفَحْتِ

فجملة " نستجير بك يا خير" وما بعدها تبين بعض خصائص المعبود ، فهيالمجيرة والمنقذة والمعيذة. ويفهم من قوله "صنعت" على أنها المسيرة للكونوالمتحكمة فيه ، وهي التي تصرف أموره وفق إرادة الخير والصلاح ولذا استحقتأن يطلب العون منها، كما يشير النص إلى ظاهرة تقديم الأضاحي والقرابين ليسعلى المستوى الفردي بل على مستوى الطقوس الجماعية المرتبط بموسم الصيدالمقدس الذي يحتل مكاناً هاماً في إطار الممارسات الدينية عند اليمنيين،"وكانت ممارسته رغبة في الحصول على رضا وحظوة المعبود ، وهو شعيرة سنويةتؤدى في أوقات معينة ، والفشل في عدم انجازها يجلب غضب المعبود وانتقامهوكانت مدته محدودة لا تتجاوز 20 يوماً ، وعادة يكون المسئول عنه ذا مكانةعالية كـ"المكرب" أو مجموعة من رجال الدين ، أما في حضرموت فكان على رأسالفرقة الملك، وكان يتبع الصيد طقوس راقصة وذبح الحيوانات المصطادة"فالترنيمة إذن تضعنا من أول وهلة في جو طقوسي تعبدي ملؤه الابتهالوالضراعة إلى المعبود.. ويبدو أن المبتهل لم يجد شيئاً أجدى وأنفعلاستدرار عطف معبودته واستنزال رحماتها من تعداد فضائلها وعزو كل خيرإليها ، فهي مصدر الخير والصلاح كما هي مصدر العزة والمنعة .

وقرنو/ شعب/ ذقسد/ قسحك

ولب/ علهن/ ذيحر/ فقحك

وعليت/ أأدب/ صلع/ فذحك

وعين/ مشقر/ هنبحر/ وصحك

المعنى:

ورأس قبيلة "ذي قسد" رفعت

وصدر علهان ذي يحير شرحت

والفقراء في المآدب خبزاً أطعمت

والعين من أعلى الوادي أجريت

فالشمس في نظر المبتهل هي التي رفعت رأس قبيلة ذي قسد، وهي التي شرحت صدرعلهان ذي يحير، وهي التي أجرت الأنهار والعيون وأطعمت الفقراء والمحتاجين، وإن كان من غير الواضح كيف رفعت رأس قبيلة ذي قسد هل بنصرتها وتمكينهامن أعدائها أم بما ساقته إليهم من الخير والنعم ، كما لا ندري كيف شرحتصدر علهان ذي يحير هل بهدايته ورجوعه إلى الحق والصواب أم بماذا؟ لكنالواضح أن صلاح هؤلاء ورشادهم فيه نعم وفضائل بالنسبة لرعيتهم. ولا يتوقفعطاء الشمس عند هذه النعم ، بل إن فضائلها كثيرة ومتعددة.

ومن/ ضرم/ وتدأ/ هسلحك

ومهسع/يخن/ أحجي/ كشحك

المعنى:

وفي الحرب والشدة قوّيت

ومن يحكم بالباطل محقت

ويتضح من هذين السطرين السيطرة المطلقة والحضور الزماني والمكاني للشمسوقت الحرب والشدة لنصرة المؤمنين ومدهم بالدعم والقوة ضد من يخالفون الحقويحكمون بالباطل ، وكل هذه المعاني تدل على مستوى من النظر الإيجابيللمعبود عند اليمنيين بعكس غيرهم من الشعوب الذين انزلوا أربابهم إلىمنزلة البشر ونسبوا إليها ما ينسب للإنسان من الضعف والقصور كما هو الحالعند قدماء اليونان .وبسبب من هذا النظر الإيجابي للمعبود يظهر من الترنيمةأن إنسان اليمن القديم لم يعان من أي نقص في حياته ومعيشته بفضل عطاياالمعبود" الشمس"

ونوي/ تفض/ ذكن/ ربحك

وصرف/ ألغذ/ دأم/ ذوضحك

وجهنللت/ هنصنق/ فتحك

وذي/ تصخب/ هعسمك/ برحك

وين/ مزر/ كن/ كشقحك

ورسل/ لثم/ ورم/ فسحك

المعنى:

وغدير "تفيض" لما نقص زيّدت

ولبان "إلعز" دائماً ما بيّضت

وسَحَر اللات إن اشتد ظلامه بلّجت

ومن يجأر ذاكراً نعمك رزقت

والكَرْم صار خمرا لما أن سطعت

وللإبل المراعي الوافرة وسّعت

فهذه المعاني تحمل في طياتها مقومات العيش الرغيد والرزق الوفير، فالزراعةوالتجارة إذا تهيأت أسبابهما فتحتا للإنسان باباً واسعاً للرزق والمعيشةالهانئة ، والشمس قد هيأت تلك الأسباب ، فأنزلت الأمطار ، وملأت السدودوالغدران ، وانبتت العشب والمراعي وأنضجت الكروم، وبيضت اللبان وجعلتهصالحا للتجارة والربح . وفي قول المنشد:"وجهنللت/ هنصنق/ فتحك" والذي يعنيأن من فضائل الشمس تبديد حلكة الليالي ما يقوي معنى تهيئة الأسباب ، ففضلاعن الفوائد الظاهرة من وجود النهار ، فقد أثبت العلم الحديث أن عمليةالبناء الضوئي التي تحدث في النباتات بفعل الشمس هي السبب الأساسي وراءوجود الثمار ونضجها ، ولذلك ندر أن تجد نبتة مثمرة في مكان لا تدخل عليهالشمس.

وزيادة في إبراز فضائل الآلهة " الشمس" يشير النص إلى دورها في وضعالقوانين وسن التشريعات ، لتكون هذه نقطة توافق والتقاء مع الحضاراتالسابقة كالبابلية والسومرية ، حيث تظهر الشمس هي المسيطرة على البشروصاحبة الكلمة الأولى ، فقد أزالت كل التشريعات الزائفة والخاطئة وأبقتأصوب التشريعات وأصحها.

وسن/ صحح/ دأم/ هصححك

وكل/ يرس/ عرب/ فشحك

المعنى:

والشرع القويم صحيحا أبقيت

وكل من يحفظ العهد أسعدت

إن نعم الشمس كثيرة بل أكثر من أن تحصى فثمة نعم أخرى إلى جانب ما ذكرفأشعة الشمس كالجنود تفضح وتكشف كل من يتخذ من ظلام الليل ستارا يمارسخلفه أعماله الشريرة ، وهي إلى ذلك معيدة الحقوق إلى أهلها وملبية مطالبمن يلجأ إليها ، ومدافعه عن المؤمنين ضد من يشنؤهم أو يحاول الاعتداءعليهم .

ولليت/ شظم/ دأم/ تصبحك

وكل/ عدو/ عبرن/ نوحك

وكل/ هنحظي/ أملك/ ربحك

المعنى:

والليالي الغُدر بالإصباح جلّيت

وكل من اعتدى علينا أهلكت

وكل من يطلب الحظَّ مالاً كسَّبت

هذه النعم لابد أن تقابل بالشكر والثناء للإله فالاعتراف بما منحته من خيرات وأرزاق يولد مزيداً من تلك النعم والخيرات .

حمدن/ خير/ عسيك/ توحك

هنشمك/ هندأم/ وأك/ صلحك

المعنى:

الحمدُ يا خير على نعمائك التي قدّرت

وعدكِ الذي وعدتِ به أصلحت

وتختتم الترنيمة بعد هذا الابتهال والضراعة بالمقصود من الابتهال وهو طلب الرحمة واستنزال المطر:

هردأكن/ شمس/ وأك/ تنضحك

تبهل/ عد/ أيسي/ مشحك

المعنى:

أَعنِتنا يا شمس إن أنت أمطرت

نتضرع إليك فحتى بالناس ضَحّيت

استنزال المطر - إذن- هو غاية الأنشودة ، ومقصد الابتهال، وهو أمر غاية فيالأهمية بالنسبة لليمني القديم الذي كانت حياته تعتمد بشكل أساسي على ماتجود به الأرض من محاصيل ومنتجات زراعية ، وانقطاع المطر يعني انقطاعأسباب الحياة. واللافت للنظر في هذه الخاتمة أنها انتهت بما بدأت بهالترنيمة وهو السفح والتضحية"تبهل/ عد/ أيسي/ مشحك " نتضرع إليك فحتىبالناس ضَحّيت"، وليس معلوما ما المقصود بالتضحية هنا وما أسبابها، هل هيتضحية سببها انقطاع المطر وجفاف الأرض حتى مات الناس جوعاً وعطشاً؟ فكانتالشمس وراء موتهم عندما لم ترحمهم فكأنها ضحت بهم، أم أن ثمة أضاحي بشريةكانت تقدم قرباناً للآلهة الشمس ، خاصة وأن هناك بعض النصوص النقشية التيعثر عليها في معبد الشمس بالمعسال تشير إلى ممارسة الأضاحي الإنسانية فيمابين القرنين الثاني والثالث الميلاديين .. وتذكر القتل الطقسي كشكر للإله..بمناسبة نصر عسكري وهو أمر غير مستبعد في ظل ديانة قديمة تستقي تعاليمهامن البشر وممثلي الآلهة من السدنة والكهان، ويؤيد هذا الزعم ماحكاه لناالتاريخ القريب جدا من الإسلام من أن عبد المطلب نذر أن يضحي بأحد أولادهإذا بلغوا العشرة تقربا للآلهة فلما بلغوا كذلك ساهم بينهم فوقع السهم علىأحب أولاده إليه وهو عبد الله والد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلمفمنعته قريش من ذبح ولده وطلبت منه أن يستشير الكهنة ، فاخبره الكهان أنيساهم بين عبد الله وبين 10من الإبل فإن الآلهة إذا رضيت جعلت السهام علىالإبل ونجا عبد الله وإن وقع السهم على عبد الله زاد عشراً من الإبل حتىترضى الآلهة ، فنفذ عبد المطلب ما طلب منه وساهم بين ولده وعشر من الإبلفوقع السهم على عبد الله فزاد عشراً ثم ساهم ومازال كذلك حتى بلغ عددالجمال التي وقع السهم عليها مائة جمل تقرب بها عبد المطلب لآلهة الكعبة.ومما سبق يتضح: أن ترنيمة الشمس قد كشفت لنا عن جوانب مهمة من عباداتاليمنيين ومعبوداتهم يمكننا إجمالها في الآتي:

برزت الشمس في هذا النقش كإله أوحد ومتفرد بالابتهال ولم يظهر إلى جوارهاإله آخر كالإله القومي .الذي كان يمثل في كثير من الأحيان رمز الوحدةالدينية لليمنيين.. غاية الابتهال في الأنشودة هو الاستسقاء واستنزالالمطر، ويدل التقرير الإنكاري في آخر الأنشودة في قوله "حتى بالناس ضحيت"على أن ثمة جفاف شديد أصاب الزرع والضرع ، وأهلك الحرث والنسل مما ألجأالناس إلى طلب العفو والرحمة من معبودتهم الشمس .وسؤال المعبود والالتجاءإليه دليل على شدة الارتباط به .

أشارت الترنيمة إلى طقس ديني آخر وهو الصيد المقدس الذي كان يقام بشكلجماعي في وقت معين من السنة ويترأس طقوسه الملك أو مجموعة من رجال الدين ،وقد جاء في نقش(جام949) أن ملك حضرموت "يدع إل بن ربشمس" قدم للإله سين فيأحد المواسم 35 بقرة، 82 وعلا بريا، 25 غزالا و8 من الفهود .

البنية المضمونية للابتهال عبارة عن تعداد فضائل الشمس ونعمها على العباد،وكلها توحي بقدرة الشمس وسيطرتها المطلقة على كل شؤون الحياة .

توزعت مضامين الابتهال على أربعة حقول أساسية هي : الزراعة، التجارة ،الاجتماع ، والسياسية، وقد احتل حقل الزراعة مكانة الصدارة في الترنيمة بلكان الحقل المغذي لحقل التجارة ، فالمنتجات التجارية في الترنيمة وهيالخمر واللبان هي في الأصل منتجات زراعية.. في الترنيمة صور لفظية ملتبسةالمعاني والدلالات ويصعب تفسيرها على وجه واحد ومن ذلك: التضحية بالناس ،رفع رأس قبيلة ذي قسد ، شرح صدر علهان ذي يحير وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق.

البعد السياسي :

للبعد السياسي في ترنيمة الشمس حضور لافت ومميز ، فمع أن النص في الأساسابتهال ديني غرضه السقيا وطلب المطر، إلا أن ثمة عدداً من الإشارات يمكنناأن نستنتج من خلالها ملامح الوضع السياسي الذي كان سائداً إبان نقشها ،ومن تلك الإشارات : ومهسع/يخن/ "من يحكم" ، وسن/ صحح/ "الشرع القويم" ،أخوت "أحلاف " ، وقرنو/ شعب/ "قرنو شعب" ، علهن "علهان"، العز "العز"،فهذه المفاهيم والمصطلحات وأسماء الإعلام تنتمي في المقام الأول إلىمنظومة العمل السياسي. فمفهوم "الحكم " يدل على وجود سلطة سياسية تنضمحياة الناس وترعي شؤونهم ، ويدل مفهوم "الشرع القويم" على أن ثمة قوانينوشرائع تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبين المحكومين فيما بينهم، كمايدل مصطلح "أحلاف" على طبيعة العلاقة القائمة بين ممالك المنطقة ، أماكلمة "شعب" الذي تترجم - عادة - في النقوش المسندية بكلمة قبيلة، فسنرجئالحديث عنها وعن معانيها ودلالاتها المختلفة إلى مابعد الكشف عن اسمي"العز" و" علهان"، كون أسماء الأعلام في النقوش اليمنية تعد بحسب دإبراهيم الصلوي أحد المصادر الموثوق بها لدراسة البيئة اليمنية ومعالمهاالسياسية ، والجغرافية، والثقافية، والدينية ، فما ورد من أعلام الناس فيالنقوش اليمنية لا تقل أهمية عما احتوته هذه النقوش من أخبار ومعلومات ،إذ تقدم لنا مادة غزيرة يستفاد منها في معرفة الكثير عن بيئة اليمن القديموما احتوته من معالم ...كما تقدم معلومات هامة وغزيرة ، تساعد على معرفةالكثير عن ديانات اليمنيين القدماء ، وما عبدوا من آلهة مختلفة ورموزهاوطقوس عبادتهم لها.

تحقيق الاسمين ودلالة الجمع بينهما في متن النقش :

لاشك أن تحقيق الأسماء في النقوش القديمة ومقاربة أنسابها أمر ليس بالهينخاصة إذا جاء الاسم مفردا ومجرداً من صفاته وألقابه الرسمية، كما هو الحالفي هذا النقش ، ومن أجل تجاوز هذه المشكلة والوصول إلى تحقيق سليم لهذينالاسمين فقد وضعنا عدداً من الفرضيات منها:

أنهما لم يذكرا في النص إلا لعظم شانهما ومكانتهما في القوم .

أن ثمة قضية أو موقفاً حياتياً يجمع بينهما .

أن أحدهما قد يكون معاصرا للآخر.


بالرجوع إلى الدراسات التاريخية والنقشية اتضح أن هذه الفرضيات لا تنطبقتمام الانطباق إلا على الملكين: السبئي: علهان نهفان بن يريم أيمن ،والحضرمي: إلعزيلط بن عم ذخر، وتؤكد أغلب تلك الدراسات أنهما عاشا في فترةواحدة أرجعها بعضهم إلى الفترة الممتدة مابين أواخر القرن الثاني وأوائلالقرن الثالث الميلادي ..

كان علهان نهفان من أعلام ملوك سبأ التبعية في ذلك العصر حتى أن اسمه بقي في ذاكرة الأجيال فقال أسعد تبع الحميري بعد زمن طويل :

وشمر يهرعش خير الملوك

وعلهان نهفان قد اذكر

وعندما تولى عرش سبأ بدأ ببسط سيادته على سائر أراضي سبأ - أو مخاليف سبأ- ووجه حملة إلى مناطق خولان "الجديدة" في صعدة وما يليها من أعالي اليمنوقد ذكر نشوان الحميري أنه لما تولى الحكم " أوسع الناس رغبة ورهبة وشملهمعدله ، وأقام فيهم سلطانه فرهبوا ، واستعمل ابنه في أرض حمير " والمقصودبابنه هو شعر أوتر الذي شارك والده في الحكم قبل أن يخلفه ، ويبدو أناشتراك ملكين أو أكثر في الحكم كان أمراً معهوداً لدى دول اليمن القديمفقد ذكرت النقوش أن علهان نهفان نفسه سبق له وأن وشارك والده يريم أيمن بنأوسلة رفشان ملك سبأ وذي ريدان في الحكم إبان تولي علهان الحكم كان المدالحميري الريداني في تعاظم شديد بحيث أصبح يشكل - بما مارسه من ضغوط علىالدولة السبئية - مصدر تهديد وخطر على أمنها واقتصادها وسلامة أراضيها ،الأمر الذي دفع علهان نهفان للبحث عن حليف لمواجهة هذا الخطر، " فوجه نظرهصوب حضرموت الدولة البحرية المزدهرة والبعيدة عن المد الريداني وعقد حلفامع ملكها آنذاك "يدع إل" ، إثر لقاء تم بين الملكين في منطقة ذات غيل بأرضقتبان وقد انضم إلى الحلف السبئي الحضرمي الملك "جدرت" ملك الحبشة وذلكبهدف إضعاف حمير المنافس الرئيسي له في تجارة البحر الأحمر ، وبعد مواجهةعسكرية تمكن الحلف الثلاثي من تحقيق أهدافه واستطاعت حضرموت من الوصول إلىالهضبة الغربية وضمت إليها أراضي ردمان وغدت جارا وشريكا لكل من سبأ وحميرفي الهضبة الغربية وبهذا أصبحت المناطق التي تتبع حاليا محافظة البيضاء -ومنها أراضي وقرى وادي قانية التي عثر فيها على نقش "ترنيمة الشمس" -جزءاً من أراضي مملكة حضرموت المزدهرة اقتصادياً ، وذلك يعني أن المناطقالتي أنضمت إليها حديثا ستنال حتما نصيبها من ذلك الرخاء والازدهارالاقتصادي، وهذا ما يفسر سر احتفاء ناظم الترنيمة بلبان "العزيلط" ملكحضرموت، واعتبار تبييضه ليكون صالحا للتجارة من نعم وفضائل مقدسته الشمس.

توطدت علاقة سبأ بحضرموت - إثر الوضع الذي أفرزه تحالفهما- بشكل قوي،وبلغت العلاقة أوج ازدهارها عندما توجت بعلاقة مصاهرة بين ملكي الدولتين،فقد أشارت الدراسات التاريخية والنقشية إلى أن علهان نهفان حينما تحالف معملوك حضرموت زوج أحدهم وهو العزيلط ابنته لتدعيم هذا التحالف ويبدو أنالعزيلط عندما تزوج "ملك حلك" بنت "علهان نهفان" لم يكن هو صاحب السلطةالأول الذي يتصدر اسمه "اللقب الملكي" كون النقوش التي أشارت إلى حلفعلهان نهفان مع حضرموت ذكرت ملوكا غيره هم "يدع إل" و"يدع أب غيلان" ،ولكن المؤكد أنه كان المؤهل لتولي الحكم بعد من ذكرتهم النقوش، أو أنهاستولى عليه ، والمؤكد أيضا أن العلاقة بين السبئيين والحضارمة لم تصلغاية ما وصلت إليه من المتانة والوئام إلا بعد أن أصبح "العزيلط" هو الملكالفعلي وصاحب القرار الأول في المملكة الحضرمية التي اعتلى عرشها نحو عام218 م ، بدليل أن نقش الترنيمة لم يحتفي إلا به وبختنه علهان نهفان ، بلإن بعض الدارسين يرى أن "العزيلط" هو الملك الحضرمي الوحيد الذي يُعرفوبصورة مؤكدة أن نفوذه قد بلغ ردمان ذلك الموقع الاستراتيجي الهام بينأراضي سبأ وقتبان وحمير .

ظل حلف "علهان نهفان" و"إلعزيلط" وعلاقة المصاهرة التي جمعت بينهما علىمستوى عال من الود والوئام والمتانة ، وعندما توفي "علهان" خلفه ابنهوشريكه في الحكم "شعر أوتر" الذي يعد أشهر ملوك الأسرة التبعية الهمدانيةالتي أسسها "يريم أيمن بن أوسلة رفشان" ، كما يعد من بين أشهر ملوك اليمنالقديم نظرا لنفوذه الكبير وسيطرته على معظم أراضي اليمن في محاولة منهلتوحيدها في دولة مركزية قوية تستطيع مواجهة الجبهة الحبشية ، ولأسباب غيرمعروفة ساءت - في عهده - العلاقة بين مملكتي سبأ وحضرموت وتحول الود الذيكان بين أبيه وبين الملك "العزيلط"ملك حضرموت إلى عداء شديد، ترجمه "شعرأوتر" بشن حرب مباغتة على صهره وزوج أخته "العزيلط" ، ودارت بينهما معركةقوية في منطقة "ذات غيل" بأرض "قتبان"، نتج عنها أسر "العزيلط" واصطحابهإلى مأرب وقتل كل أولاده ووزرائه ومعاونيه، كما تمكن الجيش السبئي منالوصول إلى قصر "شقير" بمدينة "شبوة" ، بهدف تحصين القصر والمرابطة فيهلحماية وحراسة سيدتهم "ملك حلك" أخت الملك "شعر أوتر". ونستطيع بعد هذاالاستعراض لعلاقة "علهان" بـ"العزيلط" أن ندون جملة من الاستنتاجات ، منها:

أن نقش ترنيمة الشمس بما حمله من إشارات ذات بعد سياسي كأسماء الأعلام قدمكننا من معرفة الوضع السياسي السائد في ذلك الوقت كما مكننا من معرفةطبيعة العلاقات والتحالفات السياسية التي ربطت بين زعماء الممالك اليمنيةفي العصور القديمة.. نرجح أن تاريخ نقش ضاحة الجذمة "ترنيمة الشمس" يعودإلى فترة الحلف السياسي بين "علهان نهفان" و"إلعزيلط"، وعلى وجه التقريبإلى الفترة الممتدة بين 218- 223 ويستبعد تماما أن يكون قبله ، كما يستبعدأن يكون بعد تلك الفترة لأن أراضي المنطقة الغربية وردمان ومنها أراضيوقرى وادي قانية التي عثر فيها على النقش، خرجت من تحت السيطرة الحضرميةإثر الحرب التي شنها شعر أوتر وأصبحت في عهد الملك الريداني "شمر يهحمد"من مناطق النفوذ الحميري.. كشف النقش عن علاقة وطيدة بين الدين والسياسةفي ذلك الوقت إلى درجة أصبحت فيه المفردات السياسية جزءاً من الطقوسالدينية .. وجود مصطلحات سياسية في النقش مثل : الحكم ، الشرع ، الأحلاف ،الشعب ، يدل على وجود نظام سياسي - أيا كان شكله- ولكنه يستند إلى قاعدةشعبية ومنظومة من القوانين والتشريعات وهو ما يؤكد مدى التطور الحضاريالذي وصل إليه اليمنيون.

جاء ذكر الملكين "علهان" و"العز" في سياق التوسل بأعمالهم والتقرب بهاللآلهة، وكأن الأعمال التي ينجزونها أفعال مباركة ومرضي عنها من الآلهة،وهذا يؤكد ماكان سائدا في العصور القديمة من تقديس للزعماء وتنزيههم عنالخطأ.

البعد الاقتصادي :

توحي الأسماء الرديفة لترنيمة الشمس - ومنها "أنشودة المطر" و"أنشودةالاستسقاء" - بأننا إزاء ترتيلة ذات بعد اقتصادي بامتياز، وبتفحص البنيةاللغوية للترنيمة وإشاراتها المتنوعة سنجد أنها انتظمت ثلاثة مناشطاقتصادية مثلت العمود الفقري لاقتصاد الدول والممالك اليمنية القديمة، تلكهي: الزراعة ، الري ، التجارة .

أولا: الزراعة والري

لا مراء في أن الزراعة - التي تستنزل الترتيلة لها المطر، وما تثمره منمحاصيل نقدية وتجارية - تعد أهم دعامات الاقتصاد في اليمن القديم ، ففضلاعن حاصلات الحبوب التي تشكل المصدر الأساسي للغذاء فقد كانت الزراعة هيالمغذي الرئيسي للنشاطات التجارية التي عرفها اليمن القديم .

تعود معرفة اليمنيين بالزراعة إلى وقت مبكرمن التاريخ الإنساني فقد" اثبتتالدراسات الأثرية التي أجريت مؤخرا في ردمان وفي خولان وفي وادي الجوبة أنالمنطقة عرفت الزراعة وإنتاج الغذاء منذ العصور البرونزية التي يعودتاريخها لأواخر الألف الرابع وبداية الألف الثالث ق.م " وبفضل هذه المعرفةتمكن اليمنيون من تأسيس حضارة زراعية بلغت أوج ازدهارها في الألف الأولق.م، وكان ميلادها إيذانا باستقرار اليمنيين واختفاء ألوان من البداوة فيحياتهم وهو ما مكنهم من النهوض الاقتصادي والتطور الاجتماعي وبناء حضارةمن أعرق الحضارات الإنسانية . وعلى الرغم من أن اليمنيين قد عرفوا زراعةالحبوب كالقمح والذرة والشعير والدخن والكروم والنخيل والكتان والرمانوالطيوب وغيرها إلا أن الترنيمة لم تذكر من تلك المحاصيل إلا "صلع" ايالخبز، و"وين" أي الكرم أو العنب ، وباعتقادي أن كاتب النقش لم يكن يعرفإلا هذه الحاصلات، فالبيئة التي يعيش فيها وهي منطقة قانية لا تعرف إلازراعة الحبوب وعلى وجه التحديد الذرة والقمح والشعير التي يتم تحضير الصلع/ الخبز منها، أما الكروم فلم تشتهر المنطقة بزراعتها ولكنها كانت تزرع فيمناطق جارتهم سبأ الحليف الجديد لمملكة حضرموت التي أصبح كاتب الترنيمةينتمي إليها، وقد ارتبطت زراعتها بإنتاج وتجارة الخمور وتصديرها إلى الدولالمجاورة ، فهي بالنسبة له ثروة قومية يجب شكر الآلهة عليها لأن ازدهارهاهو في الأساس ازدهار لاقتصاد بلده، ولعل اهتمام الناظم بـ"لبان العز" خيرما يقوي هذا الاستنتاج ويسنده، فشجرة boswellia sacra التي يخرج منهااللبان على شكل قطرات لم تكن تتواجد إلا في حضرموت والمناطق الممتدة بينهاوبين ظفار عمان ، ومع ذلك فقد شملتها الترنيمة بالذكر والدعاء.

إن حرارة الابتهال والضراعة التي تشع من الترنيمة تشي بأن ثمة جدباًوقحطاً أهلك الحرث والنسل بسبب سوء علاقة الناس بمعبودهم، فجاء الشاعر كييرمم تلك العلاقة ويعيد لها وهجها وذلك بالاعتراف بأن الشمس مصدر كل خيروصاحبة كل فضل عليه وعلى قومه الذين قصروا في تقديسها فكان جزاؤهم من جنسالعمل.. وقد ذكر الناظم في سياق تعداده لفضائل الشمس عدداً من النعم التيتنتمي إلى حقل الزراعة والري هي :

وعين/ مشقر/ هنبحر/ وصحك

ونوي/ تفض/ ذكن/ ربحك

وجب/ يذكر/ كلن/ ميحك

المعنى :

والعين من أعلى الوادي أجريت

وغدير "تفيض" لما نقص زيّدت

وبئرٌ "يذكرٌ" حتى الجمام ملأت

واهتمام الشاعر بهذه المصادر المائية : العين الجارية ، وغدير "تفيض"وبئرٌ "يذكرٌ" دليل على أن الزراعة أصبحت - في الحقبة التي عاشها- تعتمدبشكل كبير على طرق الري المختلفة، وليس على مياه الأمطار كما كان عليهالحال سابقا عندما كان مصدر الري الوحيد للزراعة هو مياه الأمطار المنهمرةطوال العام ، "فحتى القرن الخامس ق.م كان المناخ في اليمن أشد رطوبة...وكانت الوديان حافلة بنباتات عشبية متناثرة وتعيش فيها وفرة من الحيوانات..وكانت شروط معاش الإنسان سهلة نسبيا : فهو يعيش من الصيد ومن جمع الثمار( القطاف) ولم تكن الحاجة للري قد بدأت تفرض نفسها بعد وفي غالب الظن أنتلك الفترة هي التي أشار لها القرآن الكريم في قول الله تعالى:

[ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍوَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌطَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ] [سبـأ/15]

يقول المفسرون : إن اليمن كانت أخصب البلاد ، وكانت المرأة تخرج وعلىرأسها طبق فارغ وتسير بين الأشجار فلا تصل إلى حيث تريد إلا والطبق قدامتلأ فاكهة ، مما تسقطه الرياح ، دون أن تمد يدها إلى شيء من ثمرها.غيرأن هذا المناخ لم يستمر وأخذ في الانحسار تدريجاً منذ الألف الرابع حيث"بدأ طور يستقر من الجفاف، فصارت الأنهار تجري بغزارة أقل ، والنباتاتأضحت أكثر ندرة ومصادر غذاء السكان تتناقص ، وكان لابد للمحافظة على شروطالحياة ذاتها من الحصول على الغذاء بواسطة الزراعة من خلال بذر الحبوب علىطمي الوديان بعدما ينقضي موسم جريان المياه، وقد بلغ من تغير المناخ أنأصبحت الأمطار لا تفي بحاجة المزروعات الأمر الذي دفع اليمني القديم إلىابتكار وسائل جديدة لتوفير المياه ، فشيد السدود لحجز مياه الأمطار وحفرالآبار وشق القنوات وأوصل عن طريقها الماء إلى أرضه ومزرعته ، يقول:اغناطيوس غويدي :

اليمنيون هم أهل فلاحة منذ أقدم العصور خاصة وأن ظروف اليمن الجغرافية عوامل مساعدة كخصب الأرض وكثرة مياه العيون والآبار .

ومن الواضح أن وسائل الري المذكورة في الترنيمة من عمل الإنسان وانجازه ،فالآبار تحتاج إلى الحفر والبناء ، وأغلب العيون لا تفجر إلا بعد توفيرمجرى أرضي لها ، وتوحي ترجمة الشارح للغدير بـ"الشق أو الأخدود" بأن ثمةيداً قامت بشقه، أما إذا اعتبرنا معنى الغدير النهر أو مجرى السيل الكبيرففي كلا الحالتين لابد للاستفادة من المياه التي تجري من تدخل الإنسانوجهده، وأقل ذلك هو شق القنوات والسواقي. ويبدو من السياقات اللغوية أنالشاعر يعرف تمام المعرفة وسائل الري تلك .وغالب الظن أنها من بيئته، فهويطلعنا على أسمائها وأحوالها ، ونعلم منه أن هناك غدير "تفيض" وبئراًاسمها "يذكرٌ"، وان غدير "تفيض" قد نقص تدفقه ذات مرة ربما بسبب الجفاف ثمعاود تدفقه بفضل الشمس، أما بئر "يذكرٌ" فيبدو أنه امتلأ بالماء منذ المرةالأولى لحفره، وعين/ مشقر/ يتدفق ماؤها من أعلى الوادي وليس من أي مكانآخر فيه ومعنى ذلك أن كل مساحة الوادي يتم استغلالها بالزراعة وهو ما يدلعلى الخير الوفير..إن ممارسة الزراعة لم توفر غذاء الإنسان فحسب بل وفرتكميات كبيرة من الحشائش والأعلاف وهذا بدوره شجع اليمنيين على تربية مختلفالمواشي والحيوانات اللاحمة : كالأغنام والأبقار والإبل ( الجمال )والماعز ، وقد أشارت الترنيمة إلى نوع من تلك المواشي وهي الإبل وأفردتهابالذكر دون غيرها ، ربما لما لها من أهمية ، فقد "مثلث الإبل خاصية متفردةبل احتلت المكانة الأولى دون غيرها من الحيوانات ، في التكيف مع البيئةالمتغيرة والمتنوعة ، فالإبل ليست فقط الواسطة الرئيسية للركوب والنقل بلكانوا يأكلون لحومها ، ويشربون ألبانها ويكتسون من أوبارها وبها يقيمونثروتهم ، ويمهرون بها في الزواج ، كما تخدمهم في الحرب ويفتدون بها أسراهم، ولعظم شأنها خصها القرآن بالذكر .

ثانيا: التجارة

حازت اليمن إلى شهرتها كبلد زراعي - وصفاً لكثرة خيراته بـ"اليمن السعيد"-شهرة تجارية بلغت الآفاق ، ففضلا عن الطيوب التي كان اليمن يحتكر إنتاجهافان " توسطه بين أمم العالم القديم جعلته واسطة التجارة بينها من أقدمأزمنة التاريخ فكان بين الهند واليمن علاقات تجارية لايعرف أولها ، وكانللهند محصولات ومصنوعات يحتاج إليها المصريون والأشوريون والفينيقيونوغيرهم فكان اليمنيون ينقلون هذه المحتاجات إلى تلك الأمم في سفنهمالبحرية والقوافل التجارية وزاد من أهمية اليمن بالنسبة للتجارة العالميةقربه من أفريقيا حيث تتوفر سلع مرغوبة لدى الدول المتحضرة خاصة التي تحيطبالبحر الأبيض المتوسط .

وسنقتصر في حديثنا عن تجارة اليمن القديم على تلك التلميحات التي وردت في نص ترنيمة الشمس ، وتحديدا في قول الناظم :

وصرف/ ألغذ/ دأم/ ذوضحك

ولبان "إلعز" دائماً ما بيّضت

وأيضا:

وين/ مزر/ كن/ كشقحك

والكَرْم صار خمرا لما أن سطعت

ففي السطرين إشارة إلى اثنتين من المنتجات التجارية التي اشتهر اليمن بها ، وهما:

اللبان/ صرف، والنبيذ / مزر.

- اللبان/ صرف.

كان اللبان أهم سلعة تجارية تحتكر اليمن إنتاجه و"كانت مملكة حضرموت تمتلك آنئذ كافة المناطق المنتجة للبان مثل الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Frown سأكلان)اليوم ظفار العمانية، (مهرة) اليوم المهرة، (سكرد) اليوم جزيرة سقطرة..وبالنسبة للدول والممالك الموجودة في الشمال فقد كانت تقوم بدور الوسيطبين حضرموت ودول البحر المتوسط، وكانت تجني من وراء ذلك منافع كبيرة بفضلتوفير الركوب والحيوانات والدواب والكلأ والماء وقوات الحماية أي أن فوائداللبان لم تقتصر على منطقة دون أخرى من مناطق اليمن.. كان اللبان يخرج علىشكل قطرات من شجرة boswellia sacra .. ثم يجمع بكميات كبيرة في معبد شبوةحيث كان يخضع للضريبة، وكان المهربون والمزورون يعاقبون بالموت وبعداستقطاع الضريبة - عشرة في المائة - في شبوة عاصمة حضرموت آنذاك، تبدأالقوافل رحلتها التجارية فيتحرك بعضها باتجاه مينا"قنا " بالقرب من"أبيارعلي" كي يتم شحنه على السفن وتصديره إلى مصر وبلدان أخرى ، وبعضهاينطلق باتجاه صحراء الربع الخالي مخترقا رملة السبعتين، مارا بمأرب ونجرانوديدان إلى أن يصل غزة ومنها إلى البتراء في الأردن ، وهناك تفرغ القوافلحمولتها لتباع بمبالغ باهظة، ويذكر"ناجيل غروم" أن أفضل اللبان كان يكلفعام 75م ستة دنانير رومانية مقابل نصف كيلو، وهو يساوي أكثر من راتب معظمالرومانيين عن أسبوعين، في حين أن نصف كيلو من اللادن (الصمغ) يباع بأربعةدنانير، ونصف كيلو من المر ( الذي كان مرغوبا بشدة بوصفه دواء) يصل إلىخمسين دينارا ولاشك فقد أسهم هذا الدخل الوفير في استقرار الممالك اليمنيةالمتقاربة وأتاح لها فرصة التعايش طويلا ، وإذا احتك بعضها ببعض بينالفينة والفينة لاصطدام وقتي بين المصالح أدى إلى اختلال في الموازينبينها فإنها لا تلبث أن تجد السبيل إلى الوفاق والسلام الذي لولاه ماازدهرت تلك التجارة وقد بلغ من ذكاء اليمنيين وحرصهم على تجارة اللبانوالبخور أن أحاطوها بهالة من الأساطير ، وتحدثوا عن طقوس دينية معينة تتبععند جني المحصول ، كما تكتموا عن أشجارها ولم يتيحوا لغيرهم رؤيتها لعدةقرون، وهو ما حافظ على ارتفاع أسعارها خاصة في ظل تزايد الطلب عليها منقبل الرومان والمصريين الذين استخدموها كمواد أساسية في طقوس المعابد وفيالشعائر الجنائزية منذ الإمبراطورية القديمة (2500سنة) وأما على المستوىالمحلي/ الداخلي فتمثل حرص اليمنيين على تجارتهم في سن القوانينوالتشريعات المنظمة لممارستها وتداول سلعها، ونصت تلك القوانين على جميعالحقوق والواجبات والعقوبات الصارمة في حق المخالفين.

- النبيذ / مزر.

ساعد تنوع المناخ في اليمن على تنوع المنتجات الزراعية ، فهناك مناطقمعتدلة طوال السنة تصلح لزراعة البن ، وهناك مناطق حارة تصلح لزراعةالخضار وهناك مناطق باردة تصلح لزراعة العنب والفاكهة، وقد تركزت زراعةالعنب - المادة الأولى في صناعة الخمر- في عدد من الوديان ومدرجات الجبالهي من الكثرة بحيث يصعب استيعاب ذكرها في هذا الحيز وقد أثبتت النقوشالعربية الجنوبية وأخبار الجغرافيين القدماء ، أن الكروم زرعت في اليمنمنذ عصور قديمة ويشير الدكتور "جواد علي" إلى قدم زراعة الأعناب بأنواعهاالمختلفة في اليمن فيقول: كان أهل اليمن كما يظهر من نصوص المسند يكثرونمن زراعة الأعناب ويربحون من زراعتها كثيرا بدليل ورود كثير من النصوصالزراعية وفيها أن أصحابها غرسوا أعنابا في المناطق الفلانية والفلانية أوورثوا المزرعة الفلانية وفيها أعناب كثيرة، وبدليل حفر صور أغصان العنبوعناقيدها في الأشجار وإبرازها على الألواح المصنوعة من الجبس أو حفرهاعلى الأخشاب للزينة والزخرفة وتفننهم في ذلك ويؤكد قدم وجود العنب فياليمن وتعدد مناطق زراعته ماعرف من أشكاله وأنواعه المختلفة وقد عدالهمداني عشرين نوعا من العنب تزرعها محافظة صنعاء ، وهذا يدل على وفرةواسعة في محاصيل العنب دفعت إلى توسيع استخدامه، فاتخذ منه النبيذ والخمروالزبيب، وتم تصدير الفائض إلى الدول والممالك المجاورة ، وقد ذكر استرابو:

أن خمرة اليمن كانت من العنب والنخيل ، و لهم معاصر عرفت في النقوش باسم(موهتن) وكانت في البيوت والحوانيت وهي عبارة عن حجرين صخريين في الأعلىمنهما ثقب لإدخال العنب والحجر الأسفل مثبت بخيط يشبه الساقية ليجري إليهالعصير وفي رسالة الباحثة بادية حسين حيدر التي أشرف عليها الدكتور إحسانعباس تفصيل شديد لأنواع الخمر وأسمائها وألوانها وطرق تحضيرها والفائدةالتي كان اليمنيون يجنونها من زراعة الكروم وتصديرها بعد تجفيفها أوتحويلها إلى أشربة مسكرة . وهو ما يدل على أن هذه السلعة كانت أحد مصادرالدخل القومي عند اليمنيين إلى أن منعت مع مجيء الإسلام .



هوامش وإحالات :

نص القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس

المبنى:

نشترن/ خير/ كمهذ/ هقحك

بصيد/ خنون/ مأت/ نسحك

وقرنو/ شعب/ ذقسد/ قسحك

ولب/ علهن/ ذيحر/ فقحك

وعليت/ أأدب/ صلع/ فذحك

وعين/ مشقر/ هنبحر/ وصحك

ومن/ ضرم/ وتدأ/ هسلحك

ومهسع/يخن/ أحجي/ كشحك

ونوي/ تفض/ ذكن/ ربحك

وصرف/ ألغذ/ دأم/ ذوضحك

وجهنللت/ هنصنق/ فتحك

وذي/ تصخب/ هعسمك/ برحك

وين/ مزر/ كن/ كشقحك

ورسل/ لثم/ ورم/ فسحك

وسن/ صحح/ دأم/ هصححك

وكل/ يرس/ عرب/ فشحك

وكل/ أخوت/ ذقسد/ هبصحك

ولليت/ شظم/ دأم/ تصبحك

وكل/ عدو/ عبرن/ نوحك

وكل/ هنحظي/ أملك/ ربحك

وأك/ ذتعكد/ أرأ/ كفقحك

ومن/ شعيب/ عرأن/ هلجحك

وجب/ يذكر/ كلن/ ميحك

حمدن/ خير/ عسيك/ توحك

هنشمك/ هندأم/ وأك/ صلحك

هردأكن/ شمس/ وأك/ تنضحك

تبهل/ عد/ أيسي/ مشحك

المعنى :

نستجير بك يا خير فكل ما يحدث هو مما صنعت

بموسم صيد خنوان مائة أضحية سَفَحْتِ

ورأس قبيلة "ذي قسد" رفعت

وصدر علهان ذي يحير شرحت

والفقراء في المآدب خبزاً أطعمت

والعين من أعلى الوادي أجريت

وفي الحرب والشدة قوّيت

ومن يحكم بالباطل محقت

وغدير "تفيض" لما نقص زيّدت

ولبان "إلعز" دائماً ما بيّضت

وسَحَر اللات إن اشتد ظلامه بلّجت

ومن يجأر ذاكراً نعمك رزقت

والكَرْم صار خمرا لما أن سطعت

وللإبل المراعي الوافرة وسّعت

والشرع القويم صحيحا أبقيت

وكل من يحفظ العهد أسعدت

وكل أحلاف ذي قسد أبرمت

والليالي الغُدر بالاصباح جلّيت

وكل من أعتدى علينا أهلكت

وكل من يطلب الحظَّ مالاً كسَّبت

ورضي من تعثر حظه بما قسمت

وفي( الشعيب) الخصبَ أَزجيت

وبئرٌ "يذكرٌ" حتى الجمام ملأت

الحمدُ يا خير على نعمائك التي قدّرت

وعدكِ الذي وعدتِ به أصلحت

أَعنِتنا يا شمس إن أنت أمطرت

نتضرع إليك فحتى بالناس ضَحّيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ماهر الطاهش
¤©§][عضو ذهبي][§©¤
¤©§][عضو ذهبي][§©¤
ماهر الطاهش


نائب مدير
 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى  الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : طالب
هوايتي : السباحة
الجـنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 936
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 1310
تاريخ التسجيل : 08/09/2010
العمر : 29

 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس    الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس I_icon_minitime2010-09-24, 22:14

شكراً على هذه المواضيع المفيده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة البنفسج
¤©§][عضو فضي][§©¤
¤©§][عضو فضي][§©¤
زهرة البنفسج


مشرفة عامة
 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Sans_t13
إحترام قوانين المنتدى  الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس 111010
الدولـة : اليمن
مهنتي : طالب
هوايتي : غير معروف
الجـنس : انثى
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 797
الْنِّقَاط الْنِّقَاط : 1132
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
أوسمتي :
 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Caeaco11 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس 1a5c2483211a الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Cacuea10
 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Aoca_c11









 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Anso10
_________________________
Composed/Posted with WYSIWYG BBCode Editor


 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس    الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس I_icon_minitime2010-09-25, 20:50

 الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس 114842
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأبعاد الحضارية في نقش القصيدة الحميرية ترنيمة الشمس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البعد الحضاري فـي نقش القصيدة الحميرية «ترنيمة الشمس»
» بيت القصيدة : في بست نت
» حصريا شاشة توقف ثلاثية الأبعاد 3D Castle مخيفة ومرعبه جدا 2011 لاتفوتكم
» اشعة الشمس واضرارها
» مناضره بين الشمس والقمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بست نت :: المنتدى :: قسم الثقافة-
انتقل الى: